النظام الغذائي السيئ والرياضة النسائية

النظام الغذائي السيئ والرياضة النسائية

البعض يتجاهلون النظام الغذائي السيئ ويتحدثون عن الرياضة النسائية

لطالما كنت على يقين بأن نجاح الإعلامي وطريقه إلى كسب ود الآخرين وتقديرهم يبدأ وينتهي باحترامه لذاته وتقديره لعقولهم، وعندما ظهر ذلك الإعلامي متطوعاً عن المرأة السعودية منبهاً إلى أن منع الدوري النسائي لكرة السلة الذي كان سيقام في إحدى جامعاتنا وغيره من المشاركات الرياضية يؤدي وبشكل خطير إلى ارتفاع معدلات السمنة بين النساء السعوديات، فإن هذا الطرح تحديداً حين يصدر من أكثر الإعلاميين بدانة على الإطلاق فإنه يثير "لا أقول السخرية" بل التساؤل: لماذا لا تبدأ بنفسك فأنت رجل وتستطيع ممارسة كل رياضات العالم في أي مكان أردت ودون أن يتم منعك!؟، وعندما تحاوره تلك الإعلامية فتقول "كيف نحلم بوجود مشاركات خارجية ورجال الدين يقولون للمرأة السعودية إن الرياضة أصلاً حرام!"

فإن علينا هنا أن نمتلك الجرأة ونقول: إن كلامها هذا لهو الكذب بأبشع صوره فعلماء هذه البلاد لم يكن لهم قط فتوى تقول إن اهتمام المرأة المسلمة بصحتها ولياقتها البدنية بعيداً عن أعين الرجال أمر محرم أو حتى مكروه.

إن ما أوردته أعلاه لم يكن إلا تفاعلاً واحداً من بين المئات لكتاب وإعلاميين مع الضغوط الخارجية التي تطالب بإشراك المرأة السعودية إلى جانب الرجل في المحافل الرياضية الدولية، ولأني صاحبة الشأن فأنا أحق بإبداء رأيي من أي مفكر أو مثقف رجل كائناً من كان.

أعارض بقوة إدخال الرياضة إلى مدارس البنات أو مشاركة المرأة في أي منافسات أو مباريات محلية أو دولية، وأعلنها صراحة أن كل تلك الحيل أو الحجج التي يسوقها المؤيدون هي أضعف وأوهى من أن يتم تصديقها أو الاقتناع بها، فالحديث الدائم عن انتشار السمنة لا يجدي هنا فحتى هذه اللحظة لم يتضح لنا أية نتائج إيجابية ملموسة لتدريس التربية البدنية في مدارس الأولاد ولم نشهد انخفاضا لمعدلات السمنة بين الطلاب لنتحمس لفرض هذه المادة على الطالبات.

وإن كان البعض يحاولون إيهامنا بأن الرياضة النسائية المنظمة هي الحل الوحيد للقضاء على البدانة المفرطة فلماذا لم يكن هذا الحل فاعلاً في أمريكا مع أن الأمريكيات يستعرضن عضلاتهن في المحافل الدولية منذ عشرات السنين فثلثا الأمريكيين البالغين يعانون من البدانة أو الوزن الزائد بحسب تقرير منظمة - ترست فور أميريكاز هيلث - فيما تتسبب السمنة ومضاعفاتها في وفاة أكثر من 300 ألف أمريكي سنوياً.

- يشعرك بعض ممن يندفعون خلف هذا الموضوع أن لديهم جهلا عميقا بحقيقة الأمر فقد اختزلوا عالم الرياضة الواسع في حصة مدرسية أسبوعية أو اشتراك في ناد رغم أن هناك خيارات شتى ما بين تنوع الأنشطة الحركية وتعدد واختلاف المكان والزمان بعيداً عن قيود الحصة المنهجية أو أنظمة المراكز الرياضية وقد مارست الرياضة بشكل يومي منذ ثلاثة عشر عاماً حتى اليوم دون أن أشعر بأدنى حاجة إلى رياضة مدرسية أو عضوية بناد، وأعرف كثيراً من الفتيات والسيدات اللواتي يقمن بأنشطتهن البدنية في منازلهن في فناء أو سطح المنزل أو يؤدين التمارين الحركية في غرفهن الخاصة أو على الأجهزة الرياضية وقد تخرج إحداهن مع زوجها للمشي في أماكن مناسبة أو برفقة الأسرة في رحلة برية وحينها لا يمارسن فقط المشي بل عدة ألعاب ورياضات جماعية ترويحية.

- فتحت إحدى صحفنا قبل شهرين ملفاً عجيباً "حول مستقبل الرياضة النسائية السعودية وإمكانية تشكيل منتخبات للمشاركات الخارجية بما لا يتعارض مع تعاليم الدين الإسلامي والعادات والتقاليد"

هنا ظلت دهشتي تتسع حتى انفجرت بألف سؤال:



* ما الفائدة المرجوة من إقرار مثل تلك الخطوات؟



* وهل هناك شيء في هذه الدنيا يستحق التفريط في ثوابتنا الدينية لأجله؟


* وما حال أولئك المسلمات اللواتي انطلقن إلى المنافسات الرياضية؟


* هل أصبحن أسعد نساء الأرض وأكملهن صحة وهل أصبحت أوطانهن الأكثر رقياً وحضارة؟


* ما الذي حصل لكثير من المسلمات حين اقتحمن الساحات الرياضية، ألم يبعثرن الحياء والوقار والأنوثة على أرض تلك الملاعب؟


* هل هناك من يغمض عينيه ويدعي أنه لم ير تلك الفرق العربية المسلمة لرياضات السباحة، السلة، الجري، التنس بنسائها شبه العاريات في المباريات المحلية أو الإقليمية، وهل هذا ما تريدونه وترتضونه لنا؟


- وددت لو أجد إجابة مقنعة لدى بعض كتابنا وإعلاميينا المطالبين بهذا الأمر، إن كنتم مهتمين جداً بصحة المرأة السعودية فلماذا هذا التركيز البغيض على رياضة المدارس والنوادي والتأكيد على أهميتها عبر عشرات المقالات والبرامج فيما لم نقرأ لكم جملة واحدة تحذرون فيها من عدو الصحة الأول وهو النظام الغذائي السيئ والذي لا يعتبر السبب الرئيسي للسمنة وحسب بل لعدة أمراض قاتلة؟!

لماذا لم أطالع يوماً رأياً متعقلاً صادقاً لأحدكم يقول للمرأة السعودية كفاك خمولاً وكسلاً، وينادي بإعادة عشرات الآلاف من أولئك الخادمات إلى بلادهن ليتسنى لتلك المرأة أن تقوم ببعض النشاط البدني.



- يهزني حديث عائشة رضي الله عنها عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال "أيما امرأة وضعت ثيابها في غير بيت زوجها فقد هتكت ستر ما بينها وبين الله"
لذا فقراري الشخصي ألا أفعل ذلك ما حييت وحتى إن أقيمت بعض النوادي الرياضية النسائية فإني سأظل أشفق على هؤلاء الفتيات من أن يشعرن بالراحة والأمان فيما تدور بينهن تلك الكاميرا الغادرة.
-------