هل تدرك القيادة السياسية مخاطر حربا ضروس تدور رحاها في قطعة من أرض اليمن تدعى ( الجميمة ) شمال شرق مدينة حجة ، منذ أكثر من ثلاث سنوات بين قبيلتي ( بني المحمدي وبني كندش ) أكلت الأخضر واليابس في القبيلتين ، لا تقل عما يدور من حرب وما تخلفه من مآسي في صعدة غير أنها بين قبيلتين لم تستطع قوات وقيادات الدولة العسكرية والمدنية أن تضع لها حد ، بل ساهمت – تلك القيادات- في زيادة وتوسيع المشكلة منذ بدايتها التي لا تستحق أن تخلف تلك المآسي .
المواطن (عبدالله جابر كندش ) الضحية رقم (12) للحرب الدائرة ، الذي لقي حتفه نهاية الأسبوع الماضي برصاص الفتنة القائمة التي لم تغب فيها أسلحة الآربيجي والرشاشات ، حيث حصدت تلك الحرب بين القبيلتين حتى الآن إثنى عشر قتيلا وأكثر من أربعة وعشرين مصابا ما بين جروح بالغة وخفيفة ، خلفت من بينهم عددا كبيرا من المعاقين والمشوهين والذين تكبدوا خسائر باهضة مقابل الأدوية والاسعافات وغيرها ، إلى جانب أن الحياة في المنطقة أصبحت غير مستقرة ، حيث يعيش المواطن فيها بين الخوف والاستعداد لأي هجوم من الطرف الآخر ..
وبحسب مصادر خاصة فإن أعدادا كبيرة من المواطنين لا يزالون في السجون من الطرفين لدى السلطات تم إيداعهم فيها على غرار تدخلات أمنية مؤخرا كان من بينهم مشائخ وأبناء مشائخ إلا أن الأخيرين قد تم إخراجهم من السجون وبقي المساكين الذين لا حول لهم ولا قوة والذين لا يزالو حبيسي السجون (كرهائن ) من الطرفين منذ نهاية العام المنصرم 2007م حتى الآن إلا أن ذلك الاجراء من السلطات الأمنية (أخذ الرهائن) لم يمنع من مقتل الأخير (عبدالله كندش) ولم يوقف الحرب الدائرة بين الطرفين خاصة بعدما تفاقمت الأمور وأصبحت شبه صعبة .
النزاع الذي نشب بين الطرفين على أموال بينهم كان بالامكان أن يتم تلافيه وإيقافه قبل أن يحصد تلك الأرواح إلا أن تساهل السلطات الأمنية –بحسب ما أفادت مصادر رسمية محلية رفضت الإفصاح عنها – أدى إلى تفاقمها والعودة لاستخدام وسائل الصلح بين القبائل من قبل الأمن والسلطة ، الذي سينتهي بعد فترة محددة لا محالة ومن ثم تعود الحرب من جديد ، بينما كان من المفترض وضع الحلول الجذرية لمثل هذه القضايا وقطع أي مسببات قد تعيدها من جديد في أي وقت آخر.
وكما يفيد الأهالي فإن العملية التعليمية قد تعطلت في المدارس الواقعة فيها لدرجة أن مدرسة بني المحمدي قد تعرضت لإطلاق الرصاص أثناء الدوام في منتصف فبراير الماضي ولم تذكر أي إصابات من الطلبة أو المدرسين حينها إلا أن الوصول للمدرسة من الطلبة والمدرسين بعدها أصبح فيه نوعا من الصعوبة ، كما أثرت تلك الحروب على معيشة الناس وأوضاعهم المختلفة من كل الجوانب ، والسؤال إلى متى ستضل الحرب تأكل في أبناء القبيلتين دون وضع حد لها من قبل السلطة التي تدير شؤون المديرية من على بعد أكثر من أربعين كيلوا حيث تتخذ إدارة المديرية والمحكمة والأمن من مركز المحافظة مدينة حجة مقرا لها ويقولون بأنهم يديرون شؤون الناس من هناك ؟! كيف ؟ الله أعلم .. وألو الشأن من قيادة المحافظة .....